صوت أحمد قطليشهو الآن يسكن خلف المراياوأعرفهُ … شاحباً.. إذ يطلُّ ويحملُ همَّ العروبة في عقدتين على جبهة شلكلتها الرياحُ يخبئ حنطته للحصادِ ويحملُ سيفا بعينيه … أنَّا يُفَلُّ ******هو الآن يرهقه حبسهُ في المرايا وذات الوجوه التي تلتقيه مرارا … تمرُّ عليه كأن المدى فارغ من بقاياهُ أو من رؤاهُ وأعرفهُ …..لم يزل منذ حطَّ من الغيم طفلا بميقات أهل السماء ولكن تأخر في لعبة الركض بين الغيوم فجاء وحيداً كشاهد قبر غريبٍ مضى منذ قرنِ وما زال منتصبا …لا يكلُّ يرى في الوجوه التي تلتقيه مرايا من الوحلِ ويضبطُ إيقاعه كيف شاءَ فيشتمَّ رائحة الضوء ..يصغي إلى ما تراه العيون.. ويبصر أصوات من يعبروهُ ويصرخُ في نفسه قائلا : ” وأنت الجماعة لو كنت وحدك ” إيقاعك الآن نبض الوجود وأنت الوجوه .. الترابُ .. الطريقُ وأنت المرايا التي لا تضيقُ وأنت إذا شئتَ كان الحريقُ وإن شئت كنت الندى .. حيثُ شئتَ حياةً وأفقا على الموت يرقى.. ويعلو ******هو الآن لا تحتويه المرايا يتوق إلى وجهة الريح حيث نستَ أن تميلَ ويخشى المكوثَ فإمَّا تراءى له في الوجوه مدى لا يجيء أشاح بعينيه عن شح تلك النوايا … وإما تراءى له ظله فرَّ منهُ وعاد إلى صمته موغلا فيه يغلو .. *******هو الآن لا ترتضيه المرايا ومن كل تلك الهوامش يأتي … وحيداً بما يكفلُّ الموتَ دون رثاءٍ ويكتب كلَّ مراثيهِ فيهِ بليدا .. بما يكفل الصمت دون خطايا ويعرف أن المدى .. يشتهيهِ عنيداً بما يكفل المكثَ دون اجتزاء إذا حطمَّ الليل تلك المرايا ويدركُ غربتهُ في الشبيهِ وحيداً بليداً عنيداً يظلُّ على حاله إن أتته الوجوه لتمسح أنفاسها عن خطاهُ ولا يضمحلُّ ******هو العابرُ الدهرَ خلف المرايا ويشهدُ أفراح تلك الوجوهوأحزانها .. موتها حين تمضي إلى الموت كل صباح وحين تعود مساء إلى الموت … ويشهد عريَ العذارى ودمع السكارى وبوح الحيارى … هو الآن يسكن خلف المرايا ويصمت عند حدود المساء يفتش عن أحرف لاسمه في الصدى إذ يجيءُ يخبئ حنطتهُ للحصادِ ويحملُ سيفا بعينيهِ أنَّأ يُفَلُّ يحدقُ في الريحِ يرنو إلى ما وراء الجهات .. ويبحثُ عن ذاته يلتقيني على أهبة الصبحِ يلبسُ وجهي ليمضي به وليسَ يملُّ