قاسم حداد – انتحارات

سَنقرأُ شِعراً
يُـؤلفُه الأصدقاءُ وينتحرون
ونغتاظُ مما سَيَخْسَرهُ الأصدقاءُ
لتَبْكِيرهِم في الذَهابِ
فَلَهُمْ عندنا جَنةٌ في العُيون.
لَـدَينا لَهم ما تَبقّى لنا
مِنْ بلادٍ ومن حَانةٍ،
يَسْتَعِيدُ بها السَاهِرُونَ مَراراتَهم
في زُجاجٍ كئيبٍ ويحتدمون .
لدينا لهم جَوقةٌ من بقايا الحروب،
جنودٌ يُؤدُّونَ كُلَّ النَهاياتِ
يَفْتُونَ في جَنَّةِ الله
ويَستَفسِرونَ عن الشَّمس ،
حتى يَكادُ الجنونْ .
أيُّها الأصدقاءُ لدَينا لَكُمْ

المتنبي – أبيات مختارة

ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ
حَتّى أَكونَ بِلا قَلبٍ وَلا كَبِدِ
وَلا الدِيارُ الَّتي كانَ الحَبيبُ بِها
تَشكو إِلَيَّ وَلا أَشكو إِلى أَحَدِ
مازالَ كُلُّ هَزيمِ الوَدقِ يُنحِلُها
وَالسُقمُ يُنحِلُني حَتّى حَكَت جَسَدي
وَكُلَّما فاضَ دَمعي غاضَ مُصطَبَري
كَأَنَّ ما سالَ مِن جَفنَيَّ مِن جَلَدي