(1)
من فمِ المداخنِ
تأتي رائحةُ الأشجارِ
في التقويم الذي فوقَ سطحِ المكتب
حتى مجيء الربيع .. هنالكَ بضعةُ أوراق .
كم هما دافئتانِ، يداك
و كم صنعتُ من حبّات الثلج
رفاقاً جيدين .

(2)

عندما كان أبي شابّاً
بدافع الغريزة؛
كان يمشّط شعرَ أمّي .
الحياةُ ..
كانت تجري في المرايا
و السعادة
كانت غرفتيَن صغيرتَين !
بنافذةٍ بريئة
القمرُ كان يتقطّر من صنابير المياه .
الخريفُ ..
بنظرةٍ ابتزازيّة،
سَلّط عينَيه فوقَ الحديقة
الرصاصُ بهدوء عبر الفساتين
كم كانت أمي تنازعُ الشراشفَ البيضاء
كم كانت تصرخ
أنا ..
في ليلةٍ ممطرةٍ باردة،
أتيتُ إلى العالم
بيدينِ صغيرتينِ
ما كان باستطاعتِهما
أن تصنعا فأساً من الأشجار .

(3)

يخرجونكَ
من الزنزانةِ الفرديةِ
المظلمةِ الرطبة
إذن , ليس بإمكانكَ بعدُ
أن تُلقي محاضرةً على مسامعِ الصراصير
هذه الليلة .. ودّعْ شفتا زوجتِك
و بطنِها المتورّم
الطيرُ الذي ينبضُ بصدرك
على جدران السجن
سيبني عشّـاً

 

صوت: أحمد قطليش.
ترجمة: مريم العطار.
الشاعر الإيراني: حامد رحمتي.