فصتان قصيرتان – خوليو كورتاثر / Julio Cortázar – ترجمة جعفر العلوني

بينما كان أحد الرجال يمشي، سقطت منه على أرض رخامية نظاراته الطبية وأحدثت صوتاً قوياً أثناء الارتطام بالأرض. انحنى الرجل ليلتقط النظارة بحزن، ذلك أن العدسات الكريستالية للنظارة تكلف كثيراً هذه الأيام، ولكن أصابته الدهشة عندما رأى أن النظارة لم تنكسر. اعتبر الرجل نفسه محظوظاً جداً، وأعتقد أن ما حدث معه نفعه في تعلم درس جيد، بحيث إنه ذهب على الفور إلى مركز بيع نظارات طبية واشترى بيتاً من الجلد المبطن على الوجهين ليحمي به النظارة. وما إن مضت ساعة على ذلك حتى وقع منه بيت النظارة مرة ثانية، وعندما ما انحنى ليلتقط البيت الجلدي المبطن صُعق حين رأى النظارة مكسورة. وحتى الآن لم يستطع أن يفهم غموض التدابير الإلهية: فالمعجزة، بالنسبة له، قد حدثت اليوم معه.

أحمد قطليش – قبو للكلمات الهاوية

نولد وفي داخل كلٍ منّا قبو
في القبو شجرةٌ
تبدأ الشجرة يباسها ما إن يقصّ الطبيب الحبل السرّي مع الأم
تجفّ الشجرة مع أول ارتجافٍ لليد بين الفخذين.
تتجوف الشجرة مع الكلمات التي تهوي إلى الأسفل كلما بلعنا ريقنا عليها

من كتاب بوابات أرض العدم – سمر يزبك /Samar Yazbek

لا بطل هنا سوى الموت. لا قصص يرويها الناس سوى عنه. كل شيء قابل للنسبية والاحتمال، إلا بطولة الموت المطلقة. أو لحظة خارجة من السياق الزمني، هي تلك اللحظة التي كنا نجتاز فيها الأسلاك الشائكة ليلاً، نعبر التيه إلى التيه، حيث حفر الشباب بوابة لمرورنا، وحيث كنا نركض حيناً، ونسير على مهل حيناً.

من مسرحية سور الصين لماكس فريش – أداء مشترك مع ريم جمال / Max Frisch

المسرحية “سور الصين” 1946 يتناول فيها إمكانية ان تدمر البشرية نفسها تدميرا ساحقا بواسطة القنبلة النووية التي اكتشفتها حديثا.