ساحة اللعب – فولفجانج بورشرت Wolfgang Borchert

ساحة اللعب لأديب الألماني فولفجانج بورشرت
ترجمة سمير جريس
فنهض الرجلان وتناولا البندقيتين. إذا شاهدا إنسانًا فإنهما يطلقان عليه الرصاص ودائما يكون إنسانا لا يعرفانه على الإطلاق.. لم يفعل لهما أي شيء. بالرغم من ذلك فإنهما يطلقان عليه النار. لقد اخترع إنسان ما البندقية لذلك، وعلى عمله كوفئ. وإنسان.. إنسان قد أصدر الأمر.

يعرب العيسى – من رواية المئذنة البيضاء

انتبه فجأة أنه الرجل الأكثر وحدة في العالم، اكتشف أن رفقة وقد فقدها إلى الأبد لم تكن ابنته ولا تعويذته. كان يتذرّع بذلك، كان يستخدمها للاختباء من مواجهة نفسه بسؤال: من لي؟
كل الأسئلة استيقظت الآن ومدّت برؤوسها كفراخ جائعة: ما الذي أفعله؟ لأجل من؟ ما معنى كل ذلك؟ من سيمسك بيدي حين أدخل غيبوبتي الأخيرة كعايدة؟ من سيُلبسني سروالي الداخلي لو متُّ عارياً كالشيخ قسّام؟ عيد ميلاد من سأستخدمه رقماً سريّاً لخزانتي؟ أي البلاد بلادي؟ هل أنا من دمشق؟ هل أنا من بيروت؟ هل أنا من هليلية الحموي؟ هل أنا من الحصو؟ هل أنا من طفولتي؟

المتنبي – أبيات مختارة

ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ
حَتّى أَكونَ بِلا قَلبٍ وَلا كَبِدِ
وَلا الدِيارُ الَّتي كانَ الحَبيبُ بِها
تَشكو إِلَيَّ وَلا أَشكو إِلى أَحَدِ
مازالَ كُلُّ هَزيمِ الوَدقِ يُنحِلُها
وَالسُقمُ يُنحِلُني حَتّى حَكَت جَسَدي
وَكُلَّما فاضَ دَمعي غاضَ مُصطَبَري
كَأَنَّ ما سالَ مِن جَفنَيَّ مِن جَلَدي