يمكن أن تشيخ بعد الموت – مانغ كي – تـرجمة يارا المصري
قد نما من الأرض شعرُ الميت الأشيب
هذا يجعلني أصدق، أنَّ الإنسانَ يشيخُ بعد موته
الإنسانُ بعد موته تنقضُ عليه الكوابيس أيضاً
ويصحو مذعوراً، وترى عيناه
نهاراً جديداً يُولد من البيضة
وينشغلُ مسرعاً في التقاطِ الحبوب
كما يمكنه أن يسمعَ صوتَ خطواته
يسمعَ صوتَها في نشوتِها كانت أم بؤسها
يمكنه أن يستعيدَ ذكرياته أيضاً، على الرغم من فراغِ رأسه
وعلى الرغم من أنَّ هؤلاء الأشخاص الذين يسكنون فؤاده قد تعفنوا
يمكنه أن يمتدحَهم، يمتدحَ حبيبته
ويمسكَ وجهها بيديه
ثم يضعها بحذرٍ على الأعشابِ الكثيفة
ويراها تسحبُ بمشقةٍ جسدَها المثير
يمكنه الانتظار، انتظارُ الشمس
التي تختفي في النهايةِ كحصيرةٍ طيَّرتها الرياح
ينتظرُ المغيب، الذي يشبه حيواناً مفترساً
يمزقُ لحمه هرباً منك
أما الليل، فسيتركك تنزلقُ بوادعةٍ في حضنه
لتلهو كما تشاء، تُنفِّسُ عمَّا في داخلك، ويبقى ساكناً
يمكنه أن يستلقي ليرتاح من تعبه، يغمضَ عينيه
ويسمعَ زئيرَ الحيواناتِ البريةِ أثناء تصارعِها
يمكنه أن يقلقَ، أو ربما خلالَ ليلةٍ
ستسيلُ دماءُ السماءِ متدفقةٌ على الأرض
يمكنه أن ينهضَ، وينعى وجهاً ميتاً
ولكن عينيه لا تزالان تراقبك
يمكنه أن يأمل، ويتمنى لو أنه يعيشُ للأبد
يتمنى ربما أنه حيوانٌ اصطاده أحدهم
يدخل النار ليُشوَى، ويُؤكل
يمكنه أن يتألم، يمكنه ألَّا يحتمل
قد نما من الأرض شعرُ الميتِ الأشيب