Ordinary Men: Reserve Police Battalion 101 and the Final Solution in Poland في منتصف آذار من عام 1942، كان ما بين خمسة وسبعين إلى ثمانين في المئة من ضحايا المحرقة ما يزالون على قيد الحياة، فيما كان عشرون إلى خمسة وعشرون في المئة قد قضوا نحبهم. وبعد أحد عشر شهراً فحسب، في منتصف شباط 1943، انعكست النسب تماماً. ووفقاً للمؤرخ كريستوفر براوننغ، فإن لبّ المحرقة كان موجة قصيرة وعاصفة من القتل الجماعي، تمركزت في بولندا، وكان منفذوها ليسوا فقط فرق القتل النازية المعروفة، بل أيضاً “رجال عاديون” مثل أفراد كتيبة الشرطة الاحتياطية 101 القادمة من هامبورغ.كان عدد هؤلاء أقل من خمسمئة رجل، معظمهم في سن متقدمة نسبياً، أُرسلوا إلى بولندا سنة 1942. حينما عرض قائدهم على من يرغب أن يتنحى عن مهمة القتل، لم يتنح سوى رجل واحد، ثم تبعه اثنا عشر آخرون بعدما أيقنوا أن عرض قائدهم جاد. أما الباقون، فقد شكّلوا فرق الإعدام، جزّأوا اليهود الأسرى إلى مجموعات، ساقوهم إلى الغابة، وأمطروهم بالرصاص. وبعد سبع عشرة ساعة، كان جميع اليهود، وعددهم ألف وخمسمئة، قد قُتلوا عن بكرة أبيهم. وعلى امتداد ذلك اليوم، طلب بعض الرجال أن يُعفَوا من القتل، وكان يُسمح لهم دائماً بذلك. غير أنّ الغالبية العظمى – نحو ثمانين في المئة – اختارت أن تظل على مقاعد الرمي حتى آخر النهار.