أصدقائي ماتوا
واحدا تلو الآخر
كانوا يزورونني وفي يد أحدهم قنينة شراب حامض
بينما أطبخ لهم الكيك حازما خصري بوزرة مطبخ
كان هذا مثيرا للضحك والتندر
أن أطل عليهم كل مرة بالعجين في ذقني
خصوصا أن أحدهم كان بدينا جدا وصاحب نكتة
وواحدة كانت حبلى من مجهول
وتدخن الحشيش أمام المرايا
قد تلد في أي لحظة في التواليت
وسيكون لزاما على أحدنا تبني ذلك الطفل
لست أنا على الأرجح
آخر كان جنديا طرد من الجنديّة
ينام جالسا على الفوتوي
وحين توقظه قهقهاتنا
يجفل واقفا
معتقدا أنها الحرب
كانوا أكثر من عشرة
دون أن أكذب أو أن أزيد بتفاخر في عددهم
إنها الحقيقة
كانوا أكثر من عشرة أصدقاء
وهذا فوق حدود الصداقة
وفوق حدود السعادة
وفوق حدود الكذب
ذابت الأيام سريعا
كالآيس كريم
أغلبهم ماتوا
والبقية هاجروا
لكن الهجرة
كانت دائما
أقسى من الموت
الآن بعد الثمانين
بقيت وحيدا بالكامل
في هذه البلدة الزراعية النائية
بشعر فضّيّ
وذكريات جميلة
وحزام من جلد الأيل
بإبزيم مذهّب
دون أن تكون لي حقول
أطبخ ترتة الكيك الكبيرة فقط لنفسي
وألحس عنها الشكلاطة
كل مساء عند الشبّاك
قبالة جبال كلّها
كلّها
من الزّمرّد

 

صوت: أحمد قطليش.