الغمُّ مَوْجودٌ.
يَسْتَعْمِلُ الإنْسانُ نكباتِهِ القديمَةَ مِرْآةً.
بالكَادِ سَاعَة قبْلَ الغَسَقِ
يُجَمِّعُ ذلكَ الإنْسانُ فَضَلاتِ يَوْمِهِ الجَارحَة
وَيَضَعُهَا بأسىً قُرْبَ القَلْبِ
ثُمَّ في غُرَفِهِ العَميقةِ المَعْزُولةِ
يغْرَقُ بِعَرَقِ سُلٍّ لَمْ يَتِمَّ إِخْضَاعُهُ بعْدُ.
هُنالِكَ يُدَخِّنُ ذلك الإنْسَانُ بوَقارٍ،
سيُبْدِعُ خُيُوطَ عنْكَبُوتِ السَّقْفِ المَشْؤُومَةَ،
يلْعَنُ طَراوَةَ الزَّهْرَةِ،
ينْظُرُ إلى قَدَمَيْهِ الفَظيعَتَيْنِ،
يَعْتقدُ أنَّ السَّريرَ قَبْرٌ يَوْمِيٌّ،
لا يمْلِكُ في جَيْبِهِ فِلْساً واحِداً،
جائِعاً
يئِنُّ.
لكنَّ البَشَرَ، باقي البَشَرِ
يفْتَحُونَ قُلوبَهُمْ بِبَهْجَةٍ لِلشَّمْسِ
أوْ لِحَوَادِثِ القَتْلِ فِي الشَّارِعِ،
يَرْفَعُونَ وَجْهَ الرَّغِيفِ مِنَ الأَفْرانِ
مِثْلَ رَايَةٍ سَخِيَّةٍ ضِدَّ الجُوعِ،
يَضْحَكُونَ مَعَ الأَطْفَالِ حَدَّ إيلامِ الهَوَاءِ.
بِخطوَاتٍ قليلةٍ يَمْلأونَ بَطْنَ المَحْظُوظَاتِ،
وفي وَقارِهِمْ يَشُقُّونَ الأَحْجَارَ مِثْلَ فَوَاكِهَ عَنِيدَةٍ،
يُغَنُّونَ عُرَاةً مَعَ كَأسِ المَاءِ المُنْعِشَةِ،
يُمَازِحُونَ البَحْرَ وَيُواجهُونَهُ ببشاشَةٍ،
يُشَيِّدُون في الفَلَواتِ بُيوتاً مُتَناغِمَةً مِنَ الضَّوْءِ.
وَيَنْتَشُونَ بِرَحَابَةٍ مثْلَ آلِهَةٍ،
يُقِرُّونَ قَبَضَاتِهِمْ ضِدَّ اليَأْسِ
وَنيرانَهُمْ المُنْتَقِمَةَ ضِدَّ الجَريمَةِ
وحُبَّهُمْ ذا الجُذُورِ اللامُتَناهِيةِ
ضِدَّ الْمِحَشَّةِ الفَظِيعَةِ للبَغْضَاءِ.
الغَمٌّ مَوْجُودٌ أجَل.
مثْلَ اليَأْسِ
أَوِ الجَريمَةِ
أوِ البَغْضَاءِ.
فَلِمَنْ يَجِبُ أنْ يَكُونَ صَوْتُ الشَّاعِرِ؟

صوت: أحمد قطليش.

Comments are closed.