جاهدةً لتدفعَ الناس
إلى النظر أكثر في عيون بعضهم البعض،
وإرضاءً للبُكم أيضاً،
قرّرت الحكومة
أن تخصّصَ لكلّ شخص يومياً
مائة وسبعاً وستين كلمة بالضبط.
عندما يرنُّ الهاتف، أضعه على أذني
من دون أن أقول ألو. في المطعم
أومئ إلى حساء الدجاج بالمعكرونة.
إني متأقلمٌ جيداً مع الطريقة الجديدة.
وفي وقت متأخر من الليل، أتّصلُ بحبيبتي في مدينة أخرى،
وأقول مزهوّاً: «استخدمتُ اليوم ثماني وخمسين كلمة فقط.
ادّخرتُ الباقي من أجلك»
وحين لا تجيب،
أدرك إنها قد استنفدتْ كلَّ كلماتها،
فأهمس ببطء: «أنا أحبّك»،
أربعاً وخمسين مرة ونصف.
بعد ذلك، نبقى على الخط فحسب،
وكلانا يستمع إلى تنفُّس الآخر.
صوت: أحمد قطليش.
Comments are closed.