أكتبُ كلَّ يومٍ بضعَ كلماتٍ
مثلَ سكينٍ
تشقُّ عصارةَ ثمرةِ اليوسفي الخفيفةِ المتدفقة.
دع الضوءَ الأزرقَ ينساب
داخلَ عالمٍ لم يُوصفْ بَعد.
لا أحدَ يرى
ضوئي الناعمَ الرقيقَ كالحرير.
في هذه المدينة
أكونُ شاعرةً في صمت

الصفاء
حين يكون الأرز نصفَ ناضج
ينحسرُ السحاب.
أنظرُ خارجَ النافذة
حيث كُشِفَت السماء
هذه عينُ الرب.

أطفأتُ النار
ركضتُ أكثرَ من مائةِ مترٍ بعيداً.
أريدُ أن أصلَ إلى الأرضِ الشاسعةِ
وأراها.
شخصٌ جالسٌ في المنزل
شَهد معجزةً فجأة.

سمعتُ
صوتَ خريرِ الماء.
هذا صوتُ النباتاتُ حينما تنفعلُ مُتحمِّسَة.
الصفاء
أودُ لو أسبرُ غورك
فيما عدا الطقس
لا شيءَ يثيرني.

الصفاء
يقفُ على جبيني الآن
أزرق يَغشَى بصري.
رأيتُ عينيَّ الأعمى
ترتفعان فوقَ جسدي.
ولا مكانَ بلا كآبةٍ قاتمة

الصفاء
وكأنني حين أكتبُ الشعر
إلى أن أكتبه جلياً بسيطاً
يبدو هشاً وكأنَّه على وشكِ التَّكَسّر.
يمكن لشخصٍ أن يمسحَ
بلطفٍ نظارته
ولكنه لن يستطيع أن يواسي السماء.

سيظلُ الشعراءُ دوماً بلا حيلة.
عبرتُ عشبَ الخريفِ الطري
وعدتُ لأراقبَ النارَ أسفلَ القِدر.

حين يرفعُ المارةُ وجوهَهم
تبدو السحبُ كمجموعةِ أسماكِ نعابٍ سابحة.
زمنُ الصفاء والصحو الوجيز
هو وقتُ تقطيعِ حبَّتي بطاطس.

صوت:  أحمد قطليش.
ترجمة: يارا المصري.