هل رأيت الغريق على الشاطئ،
الطفل النازل من أعالي الجبال،
الزبد الناعم الذي حمله
وكلله بلا انقطاع؟
هل أحسست بالصفعة؟
لم يعد ما كتبته قبل هذا المشهد صالحًا:
هذه الحرب تشبه الشتاء
يكفي الشارع الخالي
وهبة الريح تحمل على أطرافها الرصاص
وأصوات الهتاف
لأرى طين يناير معجونًا بالدم.
ولن تنفع زيادةٌ في جرعة الرومانسية:
ماذا قلتَ حين ارتطم بك البحر؟
للحياة بنيان الزبد
وللموت وحده ملمس بحر كثيف.
ولا الحكمة البسيطة تُسلي:
عاش أبو الهول أبدًا لأنه اقتات على رمل الصحراء
ويعيش الإنسان جديدًا لأنه يقتات على أخيه الإنسان.
مهما حاولتَ وقلت، وضج الزبد فيك واحتقن قلبك
لن يتغيّر شيءٌ
فلا عبرة تُرجى من الحرب
الناجون منها يتمنون اليوم لو قضوا فيها
لطول الموت الباقي أمامهم..
فماذا تفعل؟
تعدُّ البحر معهم موجةً موجة؟
-لا تكفي واحدةٌ لوصفه كله-
كل موجةٍ كأنها الأولى
كأنها الأخيرة.
الموج
من صفعة الغريق على وجه الماء
يأتي.
صوت أحمد قطليش
* محمد أبو اللبن – نبيٌ ملقى على الشاطئ – من كتاب تمارين على الجدوى يصدر قريبًا عن “دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع”