صوت أحمد قطليشn”ولمّا ألقاك قريب منّي”nnديمة البيطار قلعجيnnnnnمثلَ كلّ شيء آخر في البلاد، نزعََ نظامُ الأسد عن ساحة المرجة رمزيّتها وحوّلها إلى ساحة مزدحمة قذرة ونتنة، وبعد سقوطه بدأ الناس في خلق رمزيّة جديدة للمكان. nتشبّه غيفارا رائحة الساحة الغريبة برائحة المعتقلات، اعتُقلت غيفارا نمر مرّتين، وعملت على تصوير وتوثيق عدد من سجون ومعتقلات داعش والأسد. الفرق أن الرائحة في الساحة تنتشر في الفضاء كما تقول: “في المعتقلات تتخمّر الرائحة وتتكثّف وتتكدّس في باطن الأرض، آلاف الأشخاص محشورون في غرف مغلقة ودون أيّة مقومات إنسانيّة أو صحيّة وبشروط سيّئة جدًا، هي الرائحة نفسها تتسرّب إلى سطح المدينة، وحين نقول إنّ سوريا معتقل كبير فنحن لا نبالغ، لكنْ لا أحدَ يفهمُنا. هذه الرائحة ملتصقة بنا” وتفرك يديها وتمرّر أصابعَها على يديها ورجليها، وتأخذ نفسًا طويلًا.nnالشهيق الأوّل لعتم ينحسر في الصباح، يبقى حائمًا في العيون وعلى أطراف الأصابع إلى أن يعود ويفيض أوّل المساء، ويحوّلنا جميعًا إلى خيالات وظلال في الظلام.nالشهيق الثاني للتلّوث الذي يغلّف دمشق كالشّرنقة، كامتداد للأجساد، كجلد فوق الجلد. وغبار ركام البيوت حول المدينة يترسّب في الرئتين.nالشهيق الثالث للعينين تتّسعان ولا تصدّقان! هكذا إذًا تبدو البلاد دون ديكتاتورها، دون هيمنته البصرية على فضائها، لا حواجز ولا نقاط تفتيش، لا شعارات ولا صور ولا تماثيل. كلّ التماثيل التي كانت جاثمة بثِقل عند مداخل المدن، الجامعات، المكتبات، دار الأوبرا، المتاحف، الساحات، واقفاً، وجالساً، وممتطياً حصاناً، بلباس عسكري وبلباس مدني، والتي كانت عيوننا مدربة على محاولة تجاهلها، اختفت. تبدو السماء أرحب والأماكن أفسح والناس أكثر خفّة. nفي ساحة المعهد العالي للفنون المسرحية، ما زال التمثال المُسقط على الأرض، هاهو الآن كتلة محطّمة من البرونز على الأرض عند قدميّ. أنظر إليه طويلًا، يا لتفاهة جبروته اليوم! لقد سقط، سقط فعلًا! nnأسيل على الأرصفة، وأمتّن لجسدي لأنّه ما زال يذكر كيف يصل من النقطة أ إلى النقطة ب دون عناء ودون الحاجة لذاكرة واعية، قدماي تمشيان وحدهما، تعرفان الطريق وتوصلاني حيث أريد. مشيْتُ عن كلّ السنوات التي غبتها، وكأنّني أتأكّد من ثبات الشوارع والأبنية والمحلات في مواقعها. كلّ شيء تمامًا كما كان، إلا أنّ كلّ شيء تغيّر.