أنسي الحاج – أسرار فيروز العادية

النص لأني الحاج حول فيروز
لا يُحكى عن صوت فيروز إلا مصحوبًا بوصف “ملائكي”. روتْ فيروز أنّها كثيرًا ما رأت أولادًا، يزورونها مع أهلهم أو تزور هي أهلهم أو في أيّ مناسبة أخرى، يجهشون بالبكاء ويلوذون بأحضان أمّهاتهم ما إن تُطلّ عليهم فيروز! تروي ذلك مقتنعة بأنّ سبب بكائهم هو خوفهم منها (ومن هالتها) لا انفعالهم أو غيره من أنواع الإعجاب.

مَن يعرف فيروز يعرف شخصيّتها الكاسرة لا الآسرة فحسب. ضعفها حقيقيّ وقوّتها أيضًا. رقّتها وجبروتها. واللواتي يَحسبن مِن المغنيّات أنّهنّ يتشبّهن بها عندما “ينحّفن” أصواتهنّ دليل آخر على سوء الفهم. صوت فيروز الأصليّ فيه خشونة تُوهِم أحيانًا المستمع إليها عبر الهاتف أنّه يتحدّث الى رجل. عن ذلك قصص لا تُصدَّق. النعومة في غنائها هي رهافة روحها، طبعًا، ولكنّها أيضًا إرادة الفنانة.
*

في يوم من عام 2000 قالت فيروز لمحدّثها: “أمس كنتُ أسمع أغنيات لي عن فلسطين. كُتبَ مرّة عن التحريض في صوتي: سأقول لك ما اكتشفته أمس: تحريض حنون. كيف تفسّر لي هذا التناقض؟ تحريض وحنون؟!”.
لو فكّت فيروز أسرار ذلك – وغيره – منذ البداية فهل كانت ستظلّ فيروز؟ لو اكتشفت فيروزُ فيروزَ منذ البداية لاستيقظت حسناء الغابة النائمة وطار سحر صوتها من قمقم البراءة الساهرة على المنام.

ابراهيم جابر ابراهيم – أول مرة حكالي بحبك

يزعم العلماء الآن أن ” الأصوات ” لا تفنى .
وأنَّها تظلُّ مُعَلَّقةٌ في مكان ما في أعالي الفضاء ، تحت المظلة الزرقاء المهيبة .
ويضيفون أنَّه سيكون بامكانهم قريباً “استحضارها”، بمعنى عمل Download  لهذه الأصوات، وسماعها، وتحليلها، وإجراء الفحوصات التاريخية عليها.
وهذا يبعث على تخيّل اكوام او جبال ضخمة وهائلة من “أشرطة الكاسيت” و”أقراص السي دي” ملتصقة بباطن السماء….

وانو ونيكو والضخك – إيرلوم أخليدياني – من الأدب الجورجي

مرة، جلس نيكو وانفجر من الضحك. وظلّ يضحك ويضحك.
كان نيكو يضحك على معدة خاوية. نيكو كان يضحك في النهار. وعند حلول المساء كان يضحك أيضاً. أما في الليل،
فطبعاً كان نيكو يضحك حتى يكاد أن يموت من ضحكه.
وانو كان يحدق بنيكو لكنه لم يعد يتعجب لسلوكه. أما نيكو، فاستمر بالضحك.
نظر وانو يوماً من حوله وقال لنفسه: “ما الذي يجعل نيكو يضحك؟”
“نيكو هذه طاولة!” قال وانو.
فانفجر نيكو ضاحكاً.
عندها، فرح وانو لأنه ظن أن ما يضحك نيكو هو الطاولة. فأخذ الطاولة ووضعها في الخارج.
ولكن نيكو كان لا يزال منفجراً من الضحك.
“نيكو هذا لوح!” قال وانو.