أمجد ناصر – في الطريق إليك

تأتي تلك التي بأرفعِ إبر الصبر حِكْتَ انتظار طلَّتها يوماً بعد يوم، كلُّ ما ترجوه من سيّد العاصفة، هذا الذي كان إلهاً عنيداً ذات يومٍ وطاردَ ملوكاً بالأنواء والمطر أن لا تأتي متأخرةً. صحيحٌ أنك ولدت في عائلةٍ معمّرةٍ، صحتُك تبدو، حتى الآن، جيدةً، أعضاؤك التي تعوّل عليها حين تستدعى إلى العمل تغسلُها، كلَّ صباحٍ، بماء النذور، لكن الحياة يا ابن أمي طُنبرٌ نَزِقٌ لا يتردَّدُ في رمي أيّ حملٍ زائدٍ على الطريق، ألم ترَ كيف انتهى اولئك الذين تشبثوا بأيّ شيء كي يكونوا آخر الواصلين؟

أحمد قطليش – جلد ليلٍ ميت

الشوارع باردة، لا نساء يقفن على النوافذ، الشوارع باردة، كلما انطفأ ضوءُ غرفة تطلّ على الطريق انكسر كأسٌ في حانة الحي.. اشتعلت شموع المقبرة.
كلما أردت الذهاب إلى بيتك من الطريق القصير أنتهي إلى الحانة
كلما أردت الذهاب إلى بيتك من الطريق الطويل أنتهي إلى المقبرة
أسناني التي تعضّ ذقنك إذ فشلت في تقبيلك
يدي التي تصل إلى الخوف تحت ملابسك الثقيلة وتمسح العرق عن ظهرك
****

محمد بنميلود – أصدقائي ماتوا

أصدقائي ماتوا
واحدا تلو الآخر
كانوا يزورونني وفي يد أحدهم قنينة شراب حامض
بينما أطبخ لهم الكيك حازما خصري بوزرة مطبخ
كان هذا مثيرا للضحك والتندر
أن أطل عليهم كل مرة بالعجين في ذقني
خصوصا أن أحدهم كان بدينا جدا وصاحب نكتة
وواحدة كانت حبلى من مجهول…

وديع سعادة – استعادة شخص ذائب

نص الشاعر وديع سعادةاستعادة شخص ذائبهذه البحيرة ليست ماء. كانت شخصًا تحدثتُ إليه طويلاً، ثم ذاب!ولا أحاول الآن النظرَ إلى ماء بل استعادةَ شخص ذائب.كيف يصير الناس هكذا بحيرات، يعلوها ورق الشجر والطحلب؟!قطرةً قطرة ينزل الموتى على بابيومركبٌ يتوقف من أجلي تحت الشمسوجالية فقيرة من الرعشات تعود إلى الرمل.لم أرتجف. لكني جُننت. الماء بارد لكني لم أرتجف. فقط ارتعشتُ قليلاً. ثم جُننت.على سطح البحيرة ورقة، كانت عينًا. على الضفَّة غصن، كان ضلعًا بشريًا.أحاول الآن جَمْعَ الأوراق والغصون. أحاول جمع شخص كنت أحبُّه.لكن مرَّ كثيرون من هنا، جمعوا ورقًا وحطبًا ليشعلوا مواقدهم.لن يتمَّ أبدًا جمْعُ شخص. لن يتمَّ جمع أعضاء كاملة. كثير منها احترق.

حميد العقابي – مـقـبـرة

،الـشـواهـدُ بـيـضـاءُ

مـجـهـولـةٌ

وسـواسـيـةٌ مـثـلَ أسـنـانِ مـشـطْ

– أتـذكـرُ بـيـتـاً مـنِ الـشـعـرِ لابـنَ نـويـرةَ –

فاضل العزاوي – حياة مع الجرذان

فاضل العزاوي – حياة مع الجرذان
مقرفصين في الظلام

نأكل من ماعون فوق جريدة مفروشة على الارض

كانت الجرذان تثب وتطف الطعام من بين اصابعنا

ثم تقف امام جحورها …

الشاعر محمود نقشو – فقه الليل

“لا يستطيعُ الليلُ أن يأتي بأكثرَ من عواءِ الرّيحِ..
في غبشِ التذكّرِ واختلاجاتِ الوجودْ
لا يستطيع إمالةَ الأبوابِ في تجوالهِ بينَ السطورِ،
ولا الدخولَ إلى مقاصيرِ القصيدةِ عندَ منعطَفِ الوعودْ
فهي البعيدةُ عن منافيهِ…
القريبةُ من حرائقها …