تشانج خونج/Chan Khong من كتاب البوذية في زمن الحرب

مساعدة حقيقية للمحتاجين “كانت حجتها صادقة ومنطقية، لكن في أعماقي كنت أؤمن أنهما كانا مخطئين، على الأقل في حالتي. لقد أعطتني مشاركة مدخولي مع طلاب المدارس الثانوية الفقراء مزيدًا من السلام والفرح أكثر من أي جهود تهدف إلى “التنوير”. ذكّرتني كلمات صديقتي بما قاله الكثير من الشباب في مدرسة ماري كوري الثانوية: “سننضم لك في مساعدة المحتاجين عندما أتخرج. “….

يعرب العيسى – من رواية المئذنة البيضاء

انتبه فجأة أنه الرجل الأكثر وحدة في العالم، اكتشف أن رفقة وقد فقدها إلى الأبد لم تكن ابنته ولا تعويذته. كان يتذرّع بذلك، كان يستخدمها للاختباء من مواجهة نفسه بسؤال: من لي؟
كل الأسئلة استيقظت الآن ومدّت برؤوسها كفراخ جائعة: ما الذي أفعله؟ لأجل من؟ ما معنى كل ذلك؟ من سيمسك بيدي حين أدخل غيبوبتي الأخيرة كعايدة؟ من سيُلبسني سروالي الداخلي لو متُّ عارياً كالشيخ قسّام؟ عيد ميلاد من سأستخدمه رقماً سريّاً لخزانتي؟ أي البلاد بلادي؟ هل أنا من دمشق؟ هل أنا من بيروت؟ هل أنا من هليلية الحموي؟ هل أنا من الحصو؟ هل أنا من طفولتي؟

فصتان قصيرتان – خوليو كورتاثر / Julio Cortázar – ترجمة جعفر العلوني

بينما كان أحد الرجال يمشي، سقطت منه على أرض رخامية نظاراته الطبية وأحدثت صوتاً قوياً أثناء الارتطام بالأرض. انحنى الرجل ليلتقط النظارة بحزن، ذلك أن العدسات الكريستالية للنظارة تكلف كثيراً هذه الأيام، ولكن أصابته الدهشة عندما رأى أن النظارة لم تنكسر. اعتبر الرجل نفسه محظوظاً جداً، وأعتقد أن ما حدث معه نفعه في تعلم درس جيد، بحيث إنه ذهب على الفور إلى مركز بيع نظارات طبية واشترى بيتاً من الجلد المبطن على الوجهين ليحمي به النظارة. وما إن مضت ساعة على ذلك حتى وقع منه بيت النظارة مرة ثانية، وعندما ما انحنى ليلتقط البيت الجلدي المبطن صُعق حين رأى النظارة مكسورة. وحتى الآن لم يستطع أن يفهم غموض التدابير الإلهية: فالمعجزة، بالنسبة له، قد حدثت اليوم معه.

من كتاب بوابات أرض العدم – سمر يزبك /Samar Yazbek

لا بطل هنا سوى الموت. لا قصص يرويها الناس سوى عنه. كل شيء قابل للنسبية والاحتمال، إلا بطولة الموت المطلقة. أو لحظة خارجة من السياق الزمني، هي تلك اللحظة التي كنا نجتاز فيها الأسلاك الشائكة ليلاً، نعبر التيه إلى التيه، حيث حفر الشباب بوابة لمرورنا، وحيث كنا نركض حيناً، ونسير على مهل حيناً.

حذاءٌ للنوم – أحمد قطليش

تنامين؛ فأنتعل حذاءً ثقيلًا وأستلقي بمحاذاتك فلا أعدو مع الأفكار التي دائمًا ما تأخذني بعيدًا عنك. أستيقظ قبلك بقدمين متورمتين، تمسحين عرقي بشعرِك إذ تزحزحينني إلى مكانك في السرير وتغادرين إلى المطبخ.بأيدٍ خفيفة يحمل ضوء الظهيرة صراعاتنا ويضعها في أكياسٍ نكدسها أسفل السرير وننسى استخدامها…